الأربعاء، يونيو ٢٥، ٢٠٠٨

مرايا في مرايا


يقال أن سيدنا إبراهيم حينما وقف امام المرآة و شاهد الشعر الأبيض سأل عنها فقيل له إنها وقار فقال يا ربي زدني وقارا
.

لكن هل في زمن سيدنا إبراهيم مرايا ؟

.
و هل احتاجوا إلى مرايا ؟
.
ولإن الحاجة أم الاختراع !!!
.
ماهي أسطورة و فلسفة اختراع المرايا ؟
.
لماذا اصبحت المرايا جزء من حياتنا اليومية و لا يستغني عنها أحد
.
فالمرايا نوعان
.
مرايا تظهر لنا شكلنا الخارجي
و مرايا تعكس لنا جوهرنا
.
أعمى البصر يستغني عن المرايا الشكلية و أعمى البصيرة لا يحتاج إلى مرايا تعكس جوهره
.
فالفلاسفة مثلا اهتموا بموضوع المرايا ولذلك يجيبون عن هذا التساؤل ما هي المرآة؟
.
"المرآة، عموماً، عبارة عن سطح يعكس كل ما يقوم أمامه. فأي شيء يمتلك خاصية السطح العاكس، فهو مرآة. وكلما كان أنقى وأصفى، كان مرآة أفضل ".
.
من حسن الحظ أن المثل العليا و القيم لا يمكن مشاهدتها إلا باستخدام المرايا
.
القيم كما هو معروف هي الحق ( الصدق ) و الجمال و الخير ( الأخلاق) هي علوم معيارية و لايمكن مشاهدتها باستخدام المرايا الحقيقية بل فقط المرايا المجازية هي من تظهرها لنا و تجلي حقيقتها.
.
الوجه والعين مثلا هما مرآة لعالمه الباطني: انفعالاته ومشاعره وعواطفه.
.
كم من كلمات عجز عنها اللسان و لم تتحرك بها الشفتان و بمجرد النظر إلى العينين بان لنا ما يحمله هذا الانسان من انفعالات و مشاعر و عواطف.
.
يقال أن اللغة تعجز أحيانا عن التعبير عن كل ما نحمله من مشاعر أحيانا يخوننا التعبير و لكن لا تخوننا النظرات .
.
و الصديق مرآة لسلوكنا ( الصديق و ليس الحبيب لأن الحبيب كل ما نقوله يصدقنا فيه أنا شخصيا لا أثق بمرآة الحب من ناحية السلوك ) فكل ظاهرة يتحقق فيها معنى الانعكاس هي إذن ظاهرة مرآوية أو تشارك في تحقق معنى المرآة.
.
بشرط أن تعكس بلا تزوير و بلا تلوين

.
.

الأربعاء، يونيو ٠٤، ٢٠٠٨

زحمة يا دنيا زحمة



يقال أن الناس في العادة تنظر للبدين باحترام أكثر من النحيف و الطويل أكثر من القصير
و ذلك لو مر شخص بدين باتجاه شخصين يسيران بجانب بعض .. و بتلقائية يفترق الشخصان ليسمحا له بالمرور بينهما بينما لو مر شخص نحيف لما سمحا له بالمرور بينهما
.
و كذلك بالنسبة للطويل و القصير
المهم أن الإنسان يستطيع أن يستنتج استنتاجات عجيبة بمجرد الجلوس في مكان مزدحم بعشرات أو مئات الأشخاص
تشاهد مثلاً
.
النساء أكثر سعادة من الرجال
و ذوو البشرة السمراء أكثر مرحاً من ذوي البشرة البيضاء
و الأطفال أكثر ابتسامة من الكبار
والبدناء أكثر فرفشة من النحفاء
هل تفسير ذلك بأن الأقل أكثر استقراراً من الأكثر
؟