الأربعاء، أكتوبر ٢٢، ٢٠٠٨

كجلمود صخر حطه السيل من عل ِ


إسحاق نيوتن
يقال انه كان غارقا في التأمل يوما ما وهو نائم تحت شجرة تفاح. وفجأة سقطت تفاحة الى جانبه فعرف عندئذ ان السقوط ناتج عن قانون الجاذبية الذي يشد الاشياء الى تحت.
.
.
لو سلمنا بصحة هذه الرواية ..
.
فلقد تكرر هذا الحدث مئات و آلاف المرات أمام عقل نيوتن
.
إذ كم مرة سقطت هذه التفاحة أو غيرها من المواد أمام أعين نيوتن
مع ذلك لم تؤثر أي حادثة من الحوادث و تجعله يتأمل و يغرق في التأمل ليستنتج بأن لكل مادة كتلة تجذبها الجاذبية فتسقط أرضاً
.
كم حدث تكرر أمام أعيننا و لم تتحرك أفكارنا و لم نتأمل حتى نستنتجو كم نحتاج من مادة لتكون سبب يجعلنا نصل لنتيجة مهمة لنا
.
---
الآن
.
كم تفاحة نحتاج أن تسقط أمامنا و من حولنا حتى ندرك بأن هناك ما يستحق التأمل و التفكير .... و متى ؟
.

السبت، أكتوبر ٠٤، ٢٠٠٨

الولي الأديب



إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيه الشريف تركوه و إذا سرق الفقير حدوه ( أقاموا عليه الحد )
.
إن الولاية المطلقة تجعل للولي السلطة في أن ينقض اتفاقه مع الأمه و لو من طرف واحد ماذا لو كان هذا الولي هو الشاعر هل يحق كونه الشريف الأديب أن ينقض اتفاقه مع الأمه فيما يسمى بالضرورة الشعرية
.
.
ضرورة الشاعر تمحو ما وجبْ
على الذي يتبع أوزان العربْ
وهي ثلاث فاغنم الإفادة
الحذف والتغيير والزيادة
.
ألا يخول ذلك الشاعر بأن يعطي نفسه صلاحيات فيزيد و يحذف و يغير و هو أصلاً غير مضطر فبوسعه أن يغير البيت أو يحذف الشطر أو يحور المعنى ولا يلزمه أن يتجاوز عقده و اتفاقه مع اللغة ..
.
فهو الخصم و الحكم .. ولا تطع فيهما خصما و لاحكم فأنت تعرف كيد الخصم و الحكم
.
فمن خلال بعض النصوص حدّد العلماء رأي سيبويه في "الضرورة" وهو أنه يجوز للشاعر ما لا يجوز له في الكلام بشرط أن يضطر إلى ذلك، ولا يجد منه بداً، وأن يكون في ذلك ردُّ فرع إلى أصل، أو تشبيه غير جائز بجائز.
.
بشرط أن يضطر إلى ذلك و ما هو الداعي للاضطرار هل هو نوع من الكسل لتكون قاعدة أدبية و لغوية تسهل للشاعر الشريف أن يضطر إلى ذلك و لو كان شاعر فقير لشنعوه و انتقصوا منه
.
أم أنه بما أن الشاعر الشريف قد خرج عن المألوف فاضطر الفقهاء و المحامون و القانونيون و المفتون للبحث عن مخرج يحفظ ماء وجه الشاعر
.
إن الضرورات هي بلا شك نوع من أنواع الدكتاتورية و التي تشرع للمشرع أو للولي الأديب التفرد و تجاوز القوانين و الأعراف بحجة الضرورة و التي تؤدي بالمستقبل إلى سابقة تتبعها سابقة تتبعها سابقة
.
إذ لو سد هذا الباب و استغنت اللغة عن الضرورة الشعرية و كان هناك دستور أدبي يلتزم به الجميع و كان الناس سواسية أمامه لتحققت العدالة و احتفظت اللغة باحترام الناس لها و ابتعد كل متملق و كل باحث عن مخرج قانوني او فقهي أو أدبي لهذا الأديب أو ذاك الولي
.
يقول النحويين أنه ما من ضرورة إلا و يمكن أن يعوضها لفظ آخر
.
و بما ان للمعنى أكثر من لفظ لماذا يضطر ذلك الشاعر إلى استخدام الضرورة و بإمكانه البحث عن لفظ آخر هل يعتبر ذلك نقص في المخزون اللغوي للشاعر أم كسل فكري
.
.
ومن أقوال ابن هشام ه: "إذا فُتح هذا الباب - يعني زعم القدرة على تغيير بنية الشعر وألفاظه - لم يبق في الوجود ضرورة، وإنما الضرورة عبارة عما أتى في الشعر على خلاف ما عليه النثر"
.
ومن أقواله أيضاً: إن كثيراً من أشعار العرب يقع عن غير روية، وهو مما يدعو إلى عدم التمكن من تخيّر الوجه الذي لا ضرورة فيه.
.
كما أن الشعر لمّا كان مظنة للضرورة استُبيح فيه ما لم يُضطرّ إليه، كما أُبيح قصر الصلاة في السفر؛ لأنه مظنة المشقة مع انتفائها أحياناً والرخصة باقية.
.
.
هل أصبحت
الضرورات نوع من أنواع الدكتاتوريات التي تمكن للشريف من كسر القوانين و الأعراف
.
.