الثلاثاء، أبريل ٢٩، ٢٠٠٨

لا تضع البيض في سلة واحدة

بالرغم من أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله ..

و بالرغم من أن المعامل الوحيد للاختيار هو صلة القرابة ..

تجد أنه من الصعب على المرء الاختيار ,, هذا فيما يخص التحلية
أما فيما يخص التخلية

فإن الأمر يكون أسهل نوعا ما فالمرء
يتخلى عن أخيه .. أمه .. أبيه .. صاحبته .. بنيه
أو بنيه .. صاحبته .. أخيه ... فصيلته التي تؤويه

--

صراحــة الــوضــــع متشابه
يعني مع الخيل يا الشقـــرا


هل تختلف ظروفنا في الانتخابات الحالية عما سبق بعد أن أصبح الأمر متشابه و محيرفي ظل عدم الانتماء لفكر ثابت و عدم وجود رؤية واضحة ننطلق منها ( سوى حب الوطن )

قد يضطر المرء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على استفتاء عاطفته و تغييب عقله فيميل أحيانا إلى ابن المنطقة و أحيانا ابن القبيلة و أحيانا ابن التيار و أحيانا ابن المذهب و أحيانا ابن الجنس

و على مدى الانتخابات السابقة في مجلسي الأمة و البلدي وضعنا البيض في أكثر من سلة و لم تتبقى إلا سلتين سلة حزب الأمة و سلة المرأة .. الأولى خروج عن المعقول و الثانية خروج عن المألوف

و ما نملكه أربعة أصوات ..
و نملك إجازة أربعة أيام

و الاختيار صعب ما بين التحلية في أرض الوطن

أو التخلية لأقرب بلد

مشكلة بعض المسافرين أحياناً تحوم حولهم بعض الشبهات بأنهم غُـيبوا لصالح مرشح ما

لذلك يتحرز الكثير من السفر و يفضل التخلية و لكن بالجلوس في المنزل

و البعض يفضل التخلية عن طريق التصويت السلبي ( ورقة بيضاء )

الاثنين، أبريل ٢٨، ٢٠٠٨

لماذا ترقص النساء

هي مجرد تساؤلات ليس إلا


ما هي الرسالة الثقافية او الإجتماعية التي تريد المرأة أن توصلها من خلال الرقص


لا أنكر أن الرقص يكاد يكون سلوك فطري في أغلب بل كل نساء دول العالم


إن كان الرقص هو وسيلة للتعبير عن الفرح فمن غير المعقول أن يحضر لحفل الزفاف المئات من النساء و كلهن سعيدات في هذه اللحظة


إن كان سلوك غريزي فطري للمثير الخارجي (الغناء) هل تتساوى الاستجابة لهذا المثير في جميع الشرائح و الطبقات الثقافية و العلمية


بمعنى في حفل زفاف هل ترقص الدكتورة و الشاعرة و السياسية و المعلمة و الأمية و ربة البيت و و و و و


هل ترقص بنت العشرين و بنت الأربعين و بنت الخمسين و الثلاثين و حتى الستين


بعد الحفل هل تنتقد المرأة نفسها من هذا السلوك المضحك ؟ أم تفتخر به ؟


هل يأتي يوم و ينتهي هذا السلوك ؟


ألا يعتبر نقيصة في العقل؟

الأربعاء، أبريل ٢٣، ٢٠٠٨

Pay Attention



أدرك الشي ببصره رآه .. و أدرك الشي بعقله فهمه
.
و الأدراك مصطلح يطلق على العملية العقلية التي نعرف بواسطتها العالم الخارجي الذي ندركه وذلك عن طريق المثيرات الحسية المختلفة

فيستلزم ذالك وجود مثير ندركه و نفهمه فنستجيب له
.و المدارك الخمس أو الحواس الخمس و بتوفر الحد الأدني منها تكون هناك استجابة ..
.
.

النظر إليها
.

يقول الشاعر
.
ليتني إذ أراه كلي عيون
فبعينين لست أشبع منه

.
و يقول الآخر

.
و أنا الذي جلب المنية طرفه
فمن المطالبُ والقتيل القاتلُ

.

نظرتها...
.
إذ نظرت صبت عليك صبابةً

و كادت قلوب العالمين تطير
.
.
صوتها ...
.
لكل حديث عندهن بشاشة

و كل قتيل عندهن شهيد

.
و يقول بشار بن برد


يا قوم أذني لبعض الحي عاشقةٌ

و الأذن تعشق قبل العين أحيانا

.

رائحتها ...
.

إذا التفتت نحوي تضوع ريحها

نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل

.

و يقول امرؤ القيس كذلك

.

ألم تراني كلما جئت طارقاً

وجدت بها طيب و إن لم تطيب

.
.

طعمها ...
.

يقول ابن الرومي
.

أعانقها و النفس بعد مشوقة
إليها بعد العناق تداني

و ألثم فاها كي تزول حرارتي
فيشتد ما ألقى من الهيمان
.

و يقول بشار
.
يا أطيب الناس ريقاً غير مختبر
إلا شهادة أطراف المساويك
.
.

لمسها ..
.
آه من قاسية ريانة ضعفا و لينا
يا بناناً ساحراً قد حكـّم الأقدار فينا

.
.
---
بينما الانتباه هو عملية تركيز الشعور في شئ مثير سواء كان هذا المثير حسيا أو معنويا و يكون إما انتباه اختياري أو اجباري .. يعتمد ذلك على درجة المنبه و قوته و زمانه و مكانه و مدى حاجتنا له
.
.فليس كل ما ندركه يلفت انتباهنا ... ( ما دام معاي القمر مالي و مال النجوم )
.

قالوا تخير سواها فهي قاسية
فقلت لا غير ليلى ليس يرضيني

فلو جمعتم جمال الكون أجمعه
في شخص أخرى و قد جاءت تناديني

لكنت كالصخرة الصماء عاطفة
و قلت هذا الجمال ليس يعنيني

إن العيون التي بالوصل تضحكني
هي العيون التي بالهجر تبكيني

الاثنين، أبريل ٢١، ٢٠٠٨

ثرثرة في الحب (2)


لماذا يعشق الرجال الجميلات هذا ما قرأته في كتاب أروع ما قيل في الحب و الحبيب

.

كانت المقولة أو السؤال
.

((إذا كان الحب أعمى لماذا يعشق الرجال الجميلات ))

.
في واقع الأمر أن الحبيب هو الأعمى و ليس الحب
.

حيث أنه أعمى بصيره و ليس أعمى بصر
.

هو نسي أن من يحبه من الطين ... إنسان كباقي البشر
.
هو جعل من محبوبه رمز و خيال

يجعله بطل ليس ككل الأبطال

مع ان لكل الناس أحباب ولهم شريك أو شركاء في الحب
.

لا أدري هل صحيح أن الحب أعمى و لماذا يعشق الرجال الجميلات مع ان الجمال ليس نسبي فقط بل متحرك
.
.

المشكلة في المحب لا المحبوبه لأن السؤال ليس لماذا تعشق النساء
.
الخلاصه أن المرأة هي أكثر رقي في فهم الحب مع انها عاطفية لانها تصرفت على طبيعتها
.
أما الرجل سلم القلب مفتاح العقل و قلبه لايمتلك اللياقة لإتمام مسيرة الحياة

ثرثرة في الحب

كثر الحديث عن الحب و الحبيبة أتكلم أنا عن الحب الدارج حاليا((و أكرر الحب الدارج حاليا بين الجنسين))
...
....
الحب إما أن يكون غاية أو وسيلة إن كان غاية ما هي وسيلته و كيف الوصول إليه بل ما الفائدة منه
إن كان وسيلة و هو كذلك في الغالب ما هي الغاية غير المرئية أو غير المعلنة من جانب الطرف الراغب(الذكر) و ليس المرغوب فيه (الأنثى).
.....

و إن كان الآن الطرفان كلاهما له نفس الغاية.كان في السابق يتذرع المحبون بأن الحب هو حاجة فسيلوجية أولية كما صنفها ماسلو في هرم الاحتياجات النفسية ( الأكل و الشرب و الجنس )
.

لكن ما يجهله الكثير بأن الجنس هو حاجة نفسية غير متعلقة بالهرومنات كما هو الحال لدى الحيوان و إلا لاانتفت العدالة لأن الرجال و النساء غير متساويين عدديا .
.

فكيف يحرم طرف من هذه الحاجة الفسيلوجية الأولية الأكل لا يمكن الإستغناء عنه كذلك الشرب هنا يأتي دور الإعلاء أو العفاف
.
.
الإعلاء Sublimation
.
حيلة دفاعية تتضمن استبدال هدف أو حافز غريزي بهدف أسمى أخلاقياً أو ثقافياً.
.

فعندما يجد المرءُ نفسه عاجزاً عن إشباع دافع ما فإنه يلجأ إلى إعادة توجيه طاقاته لاستثمارها في مجال آخر، ويرى فرويد أن الدافع الجنسي قد يتحول إلى أعمال بنائية هامة عن طريق الإعلاء فمن الممكن أن يتحول الدافع العدواني إلى أعمال اجتماعية مقبولة مثل الألعاب الرياضية أو الصيد أو قد يتحول الدافع العدواني إلى بعض المهن مثل الجزارة أو الجراحة، وقد تتحول الطاقة النفسية المتعلقة بدافع الحب إلى الفن أو الأدب أو الشعر.
..

ومن الجدير بالذكر أن عملية الإعلاء عملية عفوية تدفع إليها حاجة شعورية قد لا يشعر بها المرء إلا بعد وقت طويل.
.
إذن فرضية أو حجة أن الحب وسيلة للوصول إلى هدف غير معلن و لا زلت أقول غير معلن لا بد أن نعيد النظر فيها.
.
إذ ما الداعي للوصول إلى الهدف منبوذ مع أننا نملك وسائل أو حيل دفاعية تغنينا عنه.
.

الحب أصبح لدى الكثير من الجنسين هو حب التملك أو فضول لأن الطرف الآخر غامض نحاول أن نتملكه بعد ذلك بفترة يبدأ الملل يتسرب إلى الطرفين و يبدأ كل منهما الإبتعاد عن الآخرو تبدأ مرحلة جلد الذات و الندم.
.

النقطة الأهم أن كثيرين ممن يدعون الحب لا يفكرون بأن تكون محبوبتهم هي ذاتها شريكاتهم قد تتوهم بعض النساء ذلك أو تتمنى ذلك لكنها تغفل العقل و تقول له نوما هنيئا ولا تصحى من منامك إلا بعد حدوث زلزال عنيف .
.
ولا يمكن أن يثبت لنا أي محب ما هو الهدف من حبه و تبيين إن كان وسيلة فما هي غايته و إن كان غاية فما هي الوسيلة للوصول له أنا أخشى أن تكون الوسيلة هي الكذب و الخداع أخشى ولا أتمنى ذلك


السبت، أبريل ١٩، ٢٠٠٨

الصندوق الأحمر

.
ولا خير في خـل يخـون خليلـه
ويلقاه مـن بعـد المـودة بالجفـا
وينكر عيشـا قـد تقـادم عهـده
ويظهر سرا كان بالأمس في خفـا
.
.
الصندوق الأسود في الطائرة هو أحمر أو برتقالي اللون
يقوم بتسجيل الوقت ، السرعة ، الاتجاه و تسجيل الأصوات ( مشاحنات ، استنجاد ، حوارات ).
و لهذا الصندوق فائدة عظمى في تحليل و فهم سبب حدوث كثير من الحوادث و الكوارث الأمر الذي يجعل من وجوده سبب لإنقاذ أرواح البشر و ممتلكاتهم عن طريق تجنب الأخطاء المستقبلية ... فتنشأ خبرة تراكمية مع مرور الزمن تجنب البشرية كثير من الخسائر
.
.
كنت قد قرأت عن موضوع الصندوق الأسود في عقل كل امرأة
.
و كيف أن هذا الصندوق يقوم بتسجيل جميع الوقائع و الأحداث السلبية و بمجرد حدوث أي خلل أو مشكلة في طبيعة العلاقة مع الآخر
.
.
إذ يبدأ بإعادة بث جميع التراكمات السلبية و جميع ما يكون سبب مباشر و غير مباشر في زيادة الهوة و الشقاق و العداء.
.
إذ أن الصندوق الأول لا نحتاج له إلا بعد حدوث الكارثة
بينما الصندوق الثاني تتم إعادة فتحه في كل مرة تحدث فيها مشكلة
.
الصندوق الأول سبب لحياة البشر في طمأنينة و أمان
و الثاني سبب لنشر البغضاء و التوتر
.
الصندوق الأول ينقل الأحداث و الوقائع كما هي بينما الصندوق
الثاني يغيب و يحور و يتجنى و بل يكذب أحياناً
.
الصندوق الأول و الثاني لا يمكن الاستغناء عنهما
.
و لكن الأول نحن في حاجته بينما الثاني وجوده فطري و لا يمكن الاستغناء عنه إلا في حالة جنون صاحبته
.
.

الأربعاء، أبريل ١٦، ٢٠٠٨

مع أم عمرو


أم عمـرو جزاك الله مكرمة . .
ردي عليّ فؤادي أينما كانــا
لا تأخذين فـؤادي تلعبين بـه . .
فكيف يلعب بالإنسان إنسانـــا
.
أظنه طلب غير جاد و لأن عودة الفؤاد تعني الفراق
و الفراق سبب الاشتياق
فهذه المكناة بأم عمرو ذكرت في بيت آخر
.
.
ذهب الحمار بأم عمرو
فلا رجعت و لا رجع الحمار
.
.
الجميل بالشعراء أن بعضهم يستدلون على محبوبهم بأسماء وهمية
و يتغزلون بكنى و إشارات
.
.
و لا نعلم إن كانت محبوبة قيس هي ليلى أم لا
.
فعمر بن أبي ربيعة لم يترك اسم انثوي إلا و تغزل و تشبب به
و مع ذلك و هو على فراش الموت قال لأخيه إنه لم تكن قصائده إلا قول بلا فعل
و هو هيام في وادي ..... ليس إلا
.
.
و لكن هل المطلوب التغزل باسم المحبوبة تصريحاً
أم تكتفي فقط بالكنى و التلميح ؟

الاثنين، أبريل ١٤، ٢٠٠٨

الزمان ... المكان ... البيئة


يقال
أن الناس إما زمانيين أو مكانيين أو إجتماعيين تزيد النسبة في صفة فتطغى على الصفات الأخر

و من أكثرَ من شيء عُرِفَ به

أحدهم يهتم بالزمان متى ؟ و كم الوقت؟
أحدهم في المكان أين ؟ في أي جهة ؟
أحدهم إجتماعي ...مع من ؟

مثال

تريد أن تسافر
متى .... كم تستغرق الرحلة
أين .... للشرق أم للغرب
مع من.... ما نوعية الصحبة

فعلينا أن نحدد طريقة تعاملنا مع الآخر وفق تصنيفه

و أن نفهم أنفسنا وفق تصنيفنا

الأحد، أبريل ١٣، ٢٠٠٨

اللغة البديلة

دائما ما تكون المشاعر و الأحاسيس أكبر من المخزون اللغوي

نستخدم كمثال
شجرة جميلة و بنت جميلة و لوحة جميلة و سيارة جميلة

نفس الكلمة لمشاعر مختلفة .... لذلك نلجأ أحياناً لحيل مختلفة

فنقوم بالحداء و الغناء لتفريغ المخزن الحسي و العاطفي و التعبير عنه باستخدام نفس الكلمة
أحياناً نغير نبرة الصوت و الملامح حتى نميز بين جمال السيارة و جمال البنت و جمال اللوحة

أحياناً يقف هذا المخزون القليل حجر عثرة في نقل مشاعرنا فنلجأ إلى الرسم تارة و التلوين تارة أخرى
و أحياناَ نبدأ باستخدام الكنايات و التشبيهات و الصور البلاغية للتعبير و مجاراة الشعور و الأحاسيس

فيكون جمالها كالقمر

كأنها وسنى إذا نظرت أو مدنف لما يفق بعد

و هذه اللغة البديلة أصبحت لغتنا الرئيسية

فأعذب الشعر أكذبه

و لا يمكن لنا أن نوازن بين أحاسيسنا و مخزوننا اللغوي
و إن كان البعض يستخدم لغة الإيماء و الإيحاء و لغة الإشارة
لكن تبقى مخرجاتنا أقل من مدخلاتنا

فلا أحد يريد أن يحتفظ ببعض مشاعره و أحاسيسه لنفسه ... يكبتها أحياناً ....أو يكون أنانياً أحياناً أخرى
و هذه اللغة البديلة قمنا بتطويرها و مضاعفتها و أصبحنا الأرض الخصبة لتكاثرها و تزاوجها و تمازجها فأفقدنا المفردات معناها و مبناها .... فلا المشاعر صادقة و لا الألفاظ مؤثرة.... نتغنى بها ... نتسامر بها .. و لكنها كالسراب ...... كالماء ....



السبت، أبريل ١٢، ٢٠٠٨

تذكير اللغة

اقتباسات مع بعض التعليقات من كتاب المرأة و اللغة و كتاب أدب المرأة العربية.

كتاب المرأة و اللغة في الأصل يناقش

هل انحازت اللغة إلى الرجل ..؟ و هل تم تذكير اللغة تذكيراً نهائياً..؟ أم أن هناك مجالاً للتأنيث ؟

في وقت كانت المرأة متفرغة للكلام كان الرجل يقوم بتحويل الكتابة إلى مستعمرة ذكورية الشكل و المضمون و الأسلوب حتى أصبحت مستعمرة ذكورية .
الأمر الذي صعب على المرأة حينما أرادت الخروج من مرحلة الكلام و دخول إلى زمن الكتابة.
فتم تقسيم الثقافة بحيث يأخذ الرجل اللفظ و هو العمود الفقري ( فهو أساس الكتابة و الخطابة )
و أخذت المرأة المعنى.

فأصبح الرجل مختصا بالكتابة و ترك للمرأة الكلام
بدأت المرأة الدخول إلى المستعمرة الذكورية فإما أن تسترجل في هذه المستعمرة حتى تستفيد من أدواتها .
أو أنها تجعل من اللغة الموجودة لغة للأنوثة .

و لا يخفى على أحد كيف أصبح الأصل في اللغة التذكير

فنحن نلاحظ مثلا في المنتديات يكتب عضو وليس عضوة و زائر و مشرف مشرف عام
مع أن المقصود لا يشمل الذكر دون الأنثى

فلقد وأد اللفظ الأنثوي منذ أمد بعيد
لذلك التاريخ و الثقافة ظلمت المرأة
وكذلك الضمير أيضا أصبح ذكوريا

فنحن نعيش في لفظ الرجل هو المتصرف واللاعب الأساسي لمكونات اللغة شاءت أم أبت
لا أريد أن أجعل اللوم على الرجل فالظروف أولا
و كسل النساء ثانيا
هما من جعل الرجل يمتلك هذه المملكة

و لسوء الحظ أن جميع العلوم ( كالفلك و الفيزياء و الفلسفة و الشعر )بدأت و نشأت في زمن كتابة الرجل و كلام المرأة.

لذلك تجد استهزاء الفلاسفة مثلا في المرأة

كمقولة أرسطو في أن المرأة كائن مشوه بل حتى أفلاطون كان نادما لأنه ابن امرأة و كذلك المعري
و بما أن المرأة أصبحت خارج نظام اللغة فقام الرجل بتحويلها إلى موضوع ثقافي و ليس أصلا ثقافي
افبدأ برسمها تارة و بكتابة القصائد فيها تارة و باستعبادها تارة أخرى

كما يقول العقاد إن المرأة خلقت جميلة لسبب واحد هو أن تسعد بها عيون الرجال كما تسعد بالنظر إلى الفاكهة
كما أنه لا يتقبل المرأة كقيمة ثقافية جادة ... فيقول إننا في عصر يميل إلى محاباة المرأة فيما يكتب عنها من آراء فلسفية و اجتماعية .
فتحولت المرأة من ذات مستقلة إلى جسد

و الموضوع لا يحتاج إلى ذكاء حتى نستنتج هذا الكلام كل ما عليك هو متابعة المسلسلات الحالية حتى تعرف أن تراكمات مرحلة الكلام لا زالت موجودة

و لما بدأت المرأة تبحر في عالم الكتابة
كان لابد لها من أن تتعلم كيف تستخدم أدواته
فالقلم علمها الألم و الكتاب علمها الاكتئاب
لأنها دخلت إلى عالم لم تألفه و أرض لم تفهمها

و هذا التطور أو الوعي بدأ يعلمها كيف تعبر عن أحاسيسها و أفكارها فبدأت تفهم كلمات القلق و الصراع من اجل تحقيق الذات

و كان لزاما عليها التكيف مع العالم الجديد و إن كان الحزن هو الغالب على أحاسيسها

تقول على ما أعتقد فدوى طوقان

إني ألفت الحزن حتى أنني....لو غاب عني سائني التأخير
-------
من يقرأ كتاب ألف ليلة و ليلة و فيه القصة المشهورة و هي خيانة زوجة شهريار و خيانة زوجة أخيه شاه ستان و لن أستسرل كثيرا في أحداث القصة.

المهم أن شهرزاد قامت بتمثيل دور البطلة التي قررت أن تتكلم و تؤلف و تواجه الموت المحقق و تتلاعب بالألفاظ و الكلمات و تدافع عن المرأة سرا و علانية.
حيث كانت تتكلم ......و كان شهريار ينصت
شهرزاد كانت تقاتل للبقاء المعنوي و الجسدي.
لكن لا يمكن أن نتغافل أو ننسى أن شهرزاد نفسها صنيعة ذكورية إذا عرفنا أن كتاب ألف ليلة مؤلفه ذكر رسم خيوطه و كتب حواراته و كانت شهرزاد لعبة في يده يجعل منه البطلة حيناً و يجعل من جنسها من يحملن الخيانة حينا آخر.
و شهرزاد في نهاية القصة تلد ثلاثة أولادو لم تلد ثلاث بنات!!!!.

لذا هل تراثنا أيضا ظلم المرأة ؟
مثلما ظلمتها اللغة ؟

الأربعاء، أبريل ٠٩، ٢٠٠٨

يقولون مالا يفعلون

يـُشبه الشاعر العربي القديم بآلة تصوير تقع على مختلف أغراض الشعر فتصورها كالغزل و الوصف و المدح و الهجاء و الحماسة

و قد يسبب ذلك نوع من التناقض كقصائد العز و الكرامة للمتنبي و قصائده على باب كافور
و تقلب المعري بين الايمان و الشك و بين التفاؤل و التشاؤم

و يجب على كل شاعر أن يختبر شاعريته و يصف الخمر و الأطلال و الحكمة و الشجاعة و الفخر و إن كان بريء من بعضها براءة الذئب من دم يوسف

فالشعراء أصحاب رسالة فنية ليس إلا

و في قصيدة البردة لكعب بن زهير يقول

من اللواتي إذا ما خُلة صدقت
يشفي مضاجعها شم و تقبيلا

مع أن القصيدة كانت تهدف طلب العفو من الرسول صلى الله عليه و سلم و لم تكن قصيدة غزلية

تجد مثلاً شاعر النساء و الغزل
عمر بن إبي ربيعة و هو على فراش الموت يقول لأخيه لا تخف فما ارتكبت فاحشة في حياتي

و النعمان بن عدي أمير ميسان في عهد عمر يقول

فمن مبلغ الحسناء أن حليلها
بميسان يسقى في زجاج و حنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قرية
و صناجة تحدو كل ميسم
لعل أمير المؤمنين يسوؤه
تنادمنا في الجوسق المتهدم

و هو لم يقلها إلا ليثير غيرة زوجته لتأتي معه بعد أن رفضت ذلك

و يتذكر جميل بثينه إحدى لياليه مع معشوقته و ما دار بينهما من أحاديث تارة و قُـبل تارة أخرى

ذكـرت مـقامي لـيلة البانِ قابضاً
عـلى كـف حوراء المدامع كالبدرِ
فـكدت ولـم أمـلك إلـيها صبابةً
أهيم وفاض الدمع مني على نحري
فـيا لـيت شـعري هل أبيتن ليلةً
كـليلتنا حـتى نـرى ساطع الفجرِ
تـجـود عـلينا بـالحديث وتـارةً
تـجود عـلينا بالرضاب من الثغرِ

ثم بعد ذلك ينكر و يبرؤ بثينة من كل ما قد يحدث فلم تكن إلا نظرات و أحاديث

لا والذي تسجد الجباه له
مالي بما دون ثوبها خبر
و لا بفيها و لا هممت بهما
كان إلا الحديث و النظر

و على ذلك قد لا يكون كثير مما يقوله الشعراء يدل بالضروره على سلوكهم الحقيقي في أرض الواقع
فيقول أحدهم

تباركت يداك في حضن يدي
و شعرك المرخي يغطي كتفي

و يقول الآخر على لسان معشوقته

أرجوك أن تبقى معي و تضمني
و أنا أطفي شمعتي أن تسعدا

و آخر

أقول لها تعالي لا تجيء
تصور صار يزعجها المجيء
لماذا صار يزعجها المجيء
لأني لهيبا أحرق لا أضيء
لأني و الكلام لها جريء
أمد يدي إلى حدي يسيء
لأن الحب يعجبها بريئاً
و أنا يتعبني الحب البريء

و كذلك
و الآن ستسألني أمي من بعثر شعري؟ ... أأسمي ؟
و إذا سميتك فانتقلت من كيف ؟ و أين ؟ إلى الكم ؟
أأخبرها كم أنت عنيف كيف تبالغ في ضمي

و القصيدتان الأخيرتان لنفس الشاعر
---
و لكن قد لا يمنع هذا بعض النقد الموجه للشعراء كما يقول الدكتور علي الوردي في مقدمة كتاب أسطورة الأدب الرفيع

(( كان الشعراء قديماً يتقدمون بين يدي السلطان فيلقون القصيدة العصماء و يصفونه بأنه أفضل الخلق طراً و خير من ركب المطايا و هم يأملون من وراء ذلك بالجائزة الدسمة

إلى أن يتساءل

لو فرضنا أن أبا نؤاس بعث حياً في عصرنا هذا ثم أصدر مجلة أدبية فماذا تراه صانعاً بها ؟ أرجح الظن أنه سيملؤها بصور الأرداف بدلاً من صور السيقانولا أحسب أن جريراً أو الفرزدق سيفعلان خيراً من أبي نؤاس في ذلك فمجلتهما ستمليء بالشتم البذيء و صور العورات المكشوفة ))

و هو ييستنكر هنا على بعض الأدباء ممن يحتقرون الصور الخليعة و يحترمون الشعر الخليع

مثلث الحياة

.
إن سبب استمرار وجود كثير من الأحياء حتى هذه اللحظة هو تواجد الذكر و الأنثى
و تواجدهما في كثير من الكائنات هو لاستمرارية هذه الكائنات و المحافظة على نسلها

فهناك مثلث الحب و يمثلها العاطفة ( الحاجة الروحية )
و الغريزة و يمثلها الاتصال ( الحاجة الفسيولوجية )
و التواصل و يمثلها الارتباط ( الحاجة الاجتماعية )

و قد تتداخل هذه المعطيات و تزيد في احدهم دون الآخر و لكن يبقى توافر على الأقل الحد الأدني منها بالشكل المطلوب هو أحد سبب استمرار تواجد كثير من الكائنات
و لمعرفة أيهما الحلقة الأضعف أو الأقوى

و كما هو المعمول به في علوم الرياضيات و الفيزياء يجب تثبيت أحد المتغيرات أو تجاهل وجوده و دراسة و تحليل تأثير غيابه على المحصلة النهائية

مثلاً لو تجاهلنا وجود العاطفة سيستمر الاتصال من خلال ارتباط بسبب وجود دافع غرائزي
على سبيل المثال هناك الكثير من علاقات الزواج أشبه ما تكون بحكومات تصريف أعمال فالأسرة متواجدة و منتجة للكائن البشري بالرغم من عدم وجود عاطفة متبادلة

و لو تجاهلنا وجود الاتصال ( العجز )
أو كان هناك اتصال و لكن غير منتج ( كالعقم )مع توفر العاطفة و الارتباط
ماذا سيحدث سيتوقف انتاج هذا الكائن أو الجنس و مع استمرار الوقت سيؤدي إلى انقراضه

مع أن العجز يؤدي بالنتيجة إلى فقدان عاطفة و هو عذر شرعي و اجتماعي مقبول لطلب الانفصال و الخلع بسبب وجوده بل يتعدى الأمر بأن يصبح غش و تدليس فيما لو لم يفصح صاحبه عنه

و كذلك العقم سبب مقبول اجتماعياً للانفصال
أما لو تجاهلنا وجود الارتباط مع توفر العاطفة و الاتصال

سيستمر انتاج هذا الكائن ( دون الدخول في تفصيلات كثيرة )

---
هذا الامر من الممكن متابعته مع تجاهل متغيرين و دراسة و تحليل غيابهما على استمرارية الحياة
مثالتجاهل وجود ارتباط و اتصالمع توفر العاطفة
و
تجاهل وجود عاطفة و اتصال مع توفر ارتباط
و
تجاهل وجود ارتباط و عاطفة مع توفر اتصال
---
إن ارتباط هذه الحاجات الثلاث ( الاجتماعية و الفسيولوجية و الروحية ) ارتباط وثيق يتغير ترتيب أولوياته و تواجده بحسب الظروف المحيطة .

النظرية النسبية لدى ابن الرومي

يقال أن جحا سأل آينشتاين عن النظرية النسبية
فأطال آينشتاين الشرح و الأمثلة بعد ذلك سألوا جحا ما الذي فهمت
فقالتوصلت بأن آينشتاين قد فهم نظريته تماماً
---
آينشتاين ذالك العالم الألماني توصل قبل أقل من قرن إلى النظرية النسبية و مما توصل إليه نسبية الزمنو هو المهم لأن هناك من الشعراء قد توصل إليها منذ مئات السنين و لو بطريقة أخرى
فالزمن متغير قد يطول الزمن ... أو يقصر
الوقت في كرة القدم يمر سريعاً على الفريق المهزوم و يمر بطيئا على الفريق المنتصر
و يمر سريعاً في حصة الرسم بينما يكون أبطأ ما يكون في حصة الفيزياء
أحدهم يجلس مع محبوبه فيتوقف الزمن عنده و الآخر يتسارع

مضت سنون بالوصا و بالهنـا
فكأنهـا مـن قصرهـا أيـام
ثم انثنت أيـام هجـر بعدهـا
فكأنهـا مـن طولهـا أعـوام
ثم انقضت تلك السنون و أهلها
فكأنـنـا و كأنـهـم أحــلام

الجميل بأنهم ... معشر الشعراء يربطون الهجر بالليل أحياناًفهذا شاعر آخر يقول


أحب ليال الهجر لا فرحـاً بهـا
عسى الله أن يأتي بعدها بوصال
و أكره أيـام الوصـال لأنـي
أرى كل وصل معقـب بـزوال

---
و للنظرية النسبية لدى ابن الرومي تشبيه جميل


في زخرف القول تزيين لباطلـه
و الحق قد يعتريه سوء تعبيـر
تقول هذا مجاج النحـل تمدحـه
و إن تُعِب قلت ذا قيء الزنابير
مدحا و ذما و ماجاوزت وصفهما
سحر البيان يُري الظلماء كالنور