الجمعة، أبريل ١٧، ٢٠٠٩

البحث عن الكمال

الحكم على الشيء فرع تصوره .. فكلما كان تصورنا صحيحاً كلما كان حكمنا أقرب للعدالة
فكم من أحكام أصدرناها و اكتشفنا بعد زمن .. أن تصورنا لم يكن صحيحاً


و لأن الإنسان أسير تصوره كما يقال و إلى إن يتغير معرفته و مفهومة للشيء و الذي يؤدي بالنهاية إلى تصور جديد و حكم جديد

عندما نريد أن نحكم على علاقتنا بشخص ما

علينا أن ندرك ماهية طبيعة علاقتنا به دون نفيها أو إثباتها حتى يكون تصورنا صحيحاً و بالتالي نكون حكمنا أقرب للعدالة ...

على سبيل المثال

علينا أن نتصور الحب و ندركه حسب معرفتنا أو حسب مخزننا المعرفي لهذا الحب

بعد ذلك نثبت له الحب أو ننفيه عنه

و بعد أن يكون عندنا أكثر من تصور مع إثباتها و نفيها عنه


مجمل هذه التصورات يؤدي بنا إلى إصدار حكمنا النهائي

---

لكن إشكالية مثالنا لأنه حكم يرتبط بالعاطفة و التي قد تغيب العقل أو تؤثر عليه أو تشتت التصور المجرد


فالإنسان بطبيعته فضولي و عندما يرتبط بشخص ما تتسارع غريزته الفضولية لكشف طبيعة من أمامه و يزداد ارتباطه به


فيحصل هذا التسابق بين التصور و بين الفضول .. إيهما يصل أولاً لكن الإشكالية عندما يكون الفضول أسرع أننا نصل إلى النهاية دون أن يكون لدينا تصور عقلاني يجعلنا نحكم حكماً عادلاً


الإنسان كلما تجرد من جزء من سرابيله كلما كان أقل جاذبية لأننا بالنهاية نصل إلى نتيجة متقاربة لجميع البشر يقل فيها التباين الذي كان يميز كل إنسان عن الآخر


و إلا لما كانت عروض الأزياء تتفنن في إخفاء و إظهار بعض مفاتن الجسد


فخلق الله مشتبه
و سعي الناس مختلف
بينما الفضول يقودنا للعكس .. إضافة إلى أن العقل البشري يبحث عن الكمال


فنجد أنفسنا في ورطة البحث عن الكمال لا عن الحقيقة

و كيف تكون الحقيقة و الحكم أصلاً متعذر لتعذر التصور الحقيقي


كذلك الإنسان كلما جردناه من جزء من تركيب شخصيته دون أن نكون نتصور و ندرك ماهية هذا الجزء كلما وصلنا لنتيجة متقاربة يقل فيها التباين بين البشر و يبدأ الملل

و يبدأ الفضول بالبحث عن إنسان جديد يكتشفه و يجرده بتسارع

و هكذا

و نخسرهم و يخسروننا .. والجميع ضحية الفضول و الكمال

لذلك يقولون

كلما كلما طالت فترة حياء العروس طالت فترة شهر العسل