الخميس، أغسطس ٢٨، ٢٠٠٨

تخاريف في الحب و العاطفة


تقاس الطاقة بالجول و يقاس الطول بالمتر و الكتلة بالجرام
.
و كما هو معلوم الطاقة لا تفنى و لا تسحدث من عدم و كل مجهود يحتاج إلى طاقة و كل فكرة تحتاج إلى جهد عقلي و بدني يستلزم ذلك طاقة
.
من أين يستمد الإنسان طاقته الفكرية و من أين تأتي هذه السعرات الحرارية بالتأكيد من الغذاء
.
إذ أن التناسب طردي فكلما فكرنا كلما احتجنا إلى طاقة و سعرات حرارية نستمدها من الغذاء و جمع الغذاء يحتاج إلى طاقة تمكننا من جمعه و هذه الطاقة أيضاً تحتاج إلى غذاء .. استنزاف للمخزون الغذائي هدر لموارد الطبيعة تدمير لكثير من مكوناتها كل هذا في سبيل فكرة قد تخطر ببال أحدنا فتجبره على تنفيذها
.
كم كيلو جول احتاجه الإنسان في سبيل عاطفته
.
بدأ الإنسان بقتل سدس الكرة الأرضية في سبيل الحصول إلى امرأة كانت أختها من نصيبه مع أن كليهما بالنهاية حاجة أولية يمكن الاستغناء عنه
.
يقول نزار على ما أعتقد أن جميع النساء متشابهات في الظلمة
.
و لأن الإنسان جهول ظلوم لم يفهم أن احتياجاته الجنسية هي احتياجات فسيلوجية عادية طبيعية يشترك فيها حتى الحيوانات و فالأكل و الشرب و الجنس حاجات تقع في بداية هرم ماسلو ( عالم النفس النمساوي ) لكنه أبى إلا أن يجعل من هذا الاحتياج الجنسي سبيل لهدر كثير من المخزون الفكري و الإبداعي الذي كان بالإمكان استثماره فيما يفيد البشرية
.
أصر أن يكون شاعراً و رساماً و فارساً و بل مجرماً فقط لإشباع حاجة فسيلوجية أولية جعل منها قضية كونية
.
كم أجرم بحق البشرية و بحق الكون بمجرد نزوات جعلتنا هذه النزوات بين محرومين و محرومات محبين و محبات هذا يحب تلك و تلك تفتقد ذاك و ابتدع مشاعر و أحاسيس هي من صنع يديه
.
إذ أن أصلاُ الغريزة الجنسية بمجملها ينظر إليها كثير من علماء النفس بأنها غريزة يمكن الإنسان أن يستغني عنها دون أن تؤثر على حياته ( أقرأ مفردة الإعلاء عند علماء النفس ) بل و أحيانا قد يبدع في مجاله بمجرد تركها .
.
.
بالنهاية الإنسان يجب أن يكون أكثر عقلانية و ينظم لحملة ترشيد من نوع آخر
.
ترشيد الطاقة إذ لو جمعنا كل ما أهدره الإنسان في سبيل العاطفة و الحب لكانت مساوية للطاقة الذرية التي دمرت هيروشيما و ناكازاكي.
.
إذ أن كليهما قتلت و أهدرت.
.
يقول نزار قباني
.
الحب في الأرض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها لاخترعناه
.