دائما ما تكون المشاعر و الأحاسيس أكبر من المخزون اللغوي
نستخدم كمثال
شجرة جميلة و بنت جميلة و لوحة جميلة و سيارة جميلة
نفس الكلمة لمشاعر مختلفة .... لذلك نلجأ أحياناً لحيل مختلفة
فنقوم بالحداء و الغناء لتفريغ المخزن الحسي و العاطفي و التعبير عنه باستخدام نفس الكلمة
أحياناً نغير نبرة الصوت و الملامح حتى نميز بين جمال السيارة و جمال البنت و جمال اللوحة
أحياناً يقف هذا المخزون القليل حجر عثرة في نقل مشاعرنا فنلجأ إلى الرسم تارة و التلوين تارة أخرى
و أحياناَ نبدأ باستخدام الكنايات و التشبيهات و الصور البلاغية للتعبير و مجاراة الشعور و الأحاسيس
فيكون جمالها كالقمر
كأنها وسنى إذا نظرت أو مدنف لما يفق بعد
و هذه اللغة البديلة أصبحت لغتنا الرئيسية
فأعذب الشعر أكذبه
و لا يمكن لنا أن نوازن بين أحاسيسنا و مخزوننا اللغوي
و إن كان البعض يستخدم لغة الإيماء و الإيحاء و لغة الإشارة
لكن تبقى مخرجاتنا أقل من مدخلاتنا
فلا أحد يريد أن يحتفظ ببعض مشاعره و أحاسيسه لنفسه ... يكبتها أحياناً ....أو يكون أنانياً أحياناً أخرى
و هذه اللغة البديلة قمنا بتطويرها و مضاعفتها و أصبحنا الأرض الخصبة لتكاثرها و تزاوجها و تمازجها فأفقدنا المفردات معناها و مبناها .... فلا المشاعر صادقة و لا الألفاظ مؤثرة.... نتغنى بها ... نتسامر بها .. و لكنها كالسراب ...... كالماء ....
هناك تعليق واحد:
شكرا لك
إرسال تعليق